المــــــــقدمــــــــة

 فهذه الرسالة يعتبر من أهم إنجازاتي في بداية مرحلة الجامعية و من الجدير بالذكر في ذلك الوقت لم أكن أعرف اللغة العربية بشكل جيد و لحسن الحظ سجلت مع الدكتور فارس المطيران دكتور بكلية الشريعة الدراسات الإسلامية بجامعة الكويت وكان يشجعني منذ البداية على كتابة البحث لذلك قمت بكتابة هذا البحث وحفظتها حتى الآن حتى لا أنسي تلك الأيام التي يعتبر من أهم الأيام فى حياتى.

فهذه الرسالة مع كثرة الأخطاء الموجوده فيه يعني أخطاء اللغوية دقيقة جدا في بابه لذا تركت الأخطاء كما كان في ذلك الوقت.

 

حكم التسمية علي الذبيحة:

 

المقدمه

الحمد لله الذي بداء الكتاب بقوله  بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام علي من بلغ أمر ربه والسلام علي أهله وصحبه ومن والاه إلي يوم الدين .

 

    أما بعد : بعد الحمد لمن خلقنا وعلمنا أسمائه الحسني فعلينا بالعبادة وتنفيذ ما أمرنا به سبحانه وتعالي وحبنا له ولنبيه صلي الله عليه وسلم .

    فاخترت حكم التسمية علي الذبيحة لتقديم البحث لأهميتها بالنسبة إلي المسلم لان العيش يقوم علي الذبيحة فقد تكرر سبحانه وتعالي في كتابه هذا الأمر أكثر من مرة فاذكر بعض منها علي سبيل المثال: ومما أمرنا سبحانه وتعالي في كتابه المجيد ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق) وأول من أخذ بهذا القول ونفذه قولا وفعلا هو نبينا صلي الله عليه وسلم بقوله ( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ) وبين لنا الحكم بالتفصيل ولا يحتاج إلا التردد في هذا الشأن .

    فمن من العلماء من قال بالوجوب التسمية علي الذبيحة وهم جمهور من الحنفية والمالكية والمذهب عن الحنابلة . وقال إمام الشافعي بسنة.

   فسأذكر بتفصيل أقوال العلماء في حكم التسمية علي الذبيحة فمنهم من قال بالوجوب في حال الذكر و النسيان و منهم من قال يسقط بالنسيان ومنهم من قال بالسنة وهناك من فرق بين الصيد و الذبيحة.

     والحكمة منها أن ذكر اسم الله يطيب النفس ويطرد الشيطان عن الذابح والمذبوح ولان أن الذبيحة تجري مجري العبادة ( فـــــــصل لـربك وأنحر)

فجز الله الدكتور خير الجزاء لاهتمامه بالطلبة ونشكره علي قدم لنا .

 

أما المسلك الذي سلكتها في هذا لبحث فهو كالأتي :

 

1- ذكر قول الجمهور ويتبعها من تفرد منهم بالقول بتدرج.

2- ذكر دليل من القران والسنة معه وجه الدلالة .

3-  المناقشة و الترجيح معه الأدلة .

4-   استخراج الآيات ,الأحاديث و المراجع في الحاشية.   

5-  كتابة ألآيات بخط عريض وداخل قوس .

 

قبل خوض في هذه المسالة جيب علينا بيان أماكن المتفق عليه وأماكن المختلف فيها في هذه المسألة بين العلماء حثي يتبين لنا وجهة نظرهم:

أولا : لا خلاف بين الفقهاء في مشارق الأرض ومغاربها علي مشروعية التسمية علي الذبيحة فهذا مجموع عليه من قبل العلماء.

ثانيا : اختلف الفقهاء علي أن : هل التسمية شرط علي حل الذبيحة ولا يحل الذبيحة بدون ذكر التسمية أم يحل بدونها . فاختلفوا علي ما يأتي .

 

و قد اختلف العلماء فيه علي أربعة أقوال:

 

القول الأول:   ذهب الشافعية و بعض المالكية ورواية عن إمام أحمد علي أن التسمية سنة عند ذبح وإرسال الصيد أو السهم.

تنبح :  وقــال النووي في المجموع مذهبنا أنها سنة في جميع ذلك فان تركها سهوا  أو عمدا حلت الذبيحة منه ولا إثم عليه .  وروي هذا عن ابن عباس و أبي هريرة وعطاء و غيرهم من العلماء (1).

قول الثاني:    ذهب الحنفية ومذهب عند المالكية و مذهب عن الحنابلة: علي أنه إذا ترك التسمية عمدا فالذبيحة ميتة. ولا تؤكل.  وإن تركها ناسيا أكلت, سواء كان ذلك في الذبيحة أو الصيد .

القول الثالث:    ذهب الظاهرية ورواية عند إمام أحمد : علي أن التسمية واجب علي الإطلاق ولا يحل بدون ذكرها .

تنــــــــــبح:   وقال شوكاني في تفسيره وهذا مذهب ابن عمر ونافع و ملاه والشعبي وابن سيرين.

قول الرابع:    المذهب عن الحنابلة:  فرقوا في حالة النسيان بين الذبيحة والصيد.

تنبــــــــح:   قال ابن قدامه في المغني : ومن ترك التسمية علي الصيد عامدا وساهيا لم يؤكل ذبيحته وإن ترك التسمية علي الذبيحة لم تؤكل وإن تركها ساهيا أكلت. (2)

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  (1)  :  المجموع لنووي ج (8)  ص ( 410 ) .

  (2)  : المغني شرح الكبير لابن قدامه : ج (11) ص (32) .

 

 

استدل قول الأول :   الشافعية ومن معهم بأدلة :

 

أولا :    استدلوا  بقوله تعالي : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ ) الآية (1)

وجه الدلالة :     من هذه الآية : أن الله أباح المذكي ولم يذكر التسمية فدل ذلك علي أنها ليس شرطا .

ثانيا :    قوله تعالي ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ) الآية . ( 2)

وجه الدلالة :    من هذه الآية : أن الله أباح ذبائحهم ولم يشترط التسمية ولو كانت التسمية شرطا للحل لقيد حل ذبائحهم بها .

ثالثا :    بحديث : ماروت عائشة رضي الله عنها قالت : أن قوما قالوا لنبي صلي الله عليه وسلم ( إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا ؟ فقال: ( سمو عليه أنتم وكلوا ) قالت: كانوا حديثي عهد بالكفر. (3)

وجه الدلالة :    من هذا الحديث : أن أمر النبي صلي الله عليه وسلم بالتسمية عند الأكل دليل علي عدم اشتراط التسمية لأنها لما نابت تسميتهم عند الكل عن التسمية عند ذبح دل علي أن التسمية سنة لان السنة لا تنوب عن فرض لقوله ليس الله عليه وسلم ( سمو وكلوا ) هذه التسمية مستحبة عند أكل والشرب .

رابعا:    ما روي أبي هريرة رصي الله تعالي عنه قال: جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت الرجل منا يذبح وليس أن يسمي ؟ فقال: النبي صلي الله عليه وسلم ( اسم الله علي كل مسلم ) .

وجه الدلالة:    أنه صلي الله عليه وسلم بين لسائل أن اسم الله علي كل مسلم فعلي هذا تكفي الملة( السلم)  علي التسمية ولو كانت التسمية شرط لم تكفي .

تنــــــبح :  وقال النووي : فهذا حديث منكر مجمع علي ضعفه ذكره بيهقي و بين أنه منكر ولا يحتج به وهذا الحديث اتصلت علي النبي صلي الله عليه وسلم قال:( ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر ) فهذا حديث مرسل ذكره أبو داود في المراسيل والبيهقي في باب الذبيحة . (4)

خامسا :     ولأن التسمية لو كانت شرطا لما سقطت بعذر النسيان كالطهارة في باب الصلاة فأنها لو كانت شرط لم تجز الصلاة من نسي الطهارة . جميع

تنبــــح : وجوه الدلالات اللواتي ذكر هنا هي من كتاب.(5)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)              سورة المائدة : آية (3) .

(2)              سورة المائدة : آية (5) .

(3)      أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الذبائح والصيد باب ذبيحة الإعراب وغيرهم : ج (7)  ص (80)  وقالوا : حديث صحيح .

(4)              أخرجه البيهقي في سننه في كتاب الصيد والذبائح باب من ترك التسمية هو ممن تحل ذبيحته ج ( 9) ص ( 240) .

(5)- أحكام الذبائح واللحوم المستوردة في الشريعة الإسلامية لعبد الله بن محمد  الطر يقي ( 226).

 

مناقشة أدلة قول الأول:   الشافعة:

أولا :     أن المراد بقوله تعالي : ( إلا ما ذكيتم ) : أي يشترط الزكاة لا مجرد تذكية وقد قال الشافعية بأنفسهم أن الزكاة لا تصح بالعظم والسن ولم يقول بإطلاق قوله تعالي ( إلا ما ذكيتم ) أي بأي شي .

ثانيا :     ونوقش ما استدلوا  من الآية في تذكية أهل الكتاب : بأن عدم اشتراط التسمية لا يدل علي عدم الاشتراط فقد لا يذكر الاشتراط في موضع و يذكر في موضع الآخر وهنا كذلك .

ثالثا :     أما حديث عائشة : نوقش هذا الاستدلال بان الحديث يدل علي إيجاب التسمية لا علي عدم إيجابها لأن صلي الله عليه وسلم قال : ( سموا عليه وكلوا ) ولو لم يكن التسمية واجبة لقال وما عليكم من ترك التسمية ولمجرد الشك أمرهم بتسمية مع أن الذابحون كانوا مسلمون .

رابعا :     وأما حديث أبي هريرة : نوقش هذا الاستدلال  أنه حديث ضعيف ضعفه البيهقي وجمع من العلماء مثل أحمد بين حنبل والبخاري وغيراهما وهذا حديث منكر لان في إسناده مروان بن سالم وهو ضعيف .

مع أنه صحيح فهذا محمول علي حالة النسيان وهذا صريح في الحديث.

خامسا:     نستدل كما استدلوا بأننا لا نسلم الملازمة فأنها نقض إلي التسوية بين العمدة والنسيان وقد يحصل لذابح من تغيير الحال. (1)

سادسا: ألآيات الدالة علي الوجوب والأحاديث الواردة في هذا الشأن كلها يدل علي وجوب التسمية علي الذبيحة.

 

استدل قول الثاني : الجمهور :الذين قالوا بوجوب التسمية مع الذكر ويسقط مع النسيان  بأدلة من الكتاب والسنة علي مأتاتي  :

 

أولا : من الكتاب :

 1-:   قوله تعالي ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ) (2).

وجه الدلالة : من الآية أن تعالي علق الحكم وهو جواز الأكل علي أحد وصفي الشي وهو ما ذكر اسم الله عليه فيدل علي أن الآخر بخلافه. (3) .

2-:   قوله تعالي:( وما لك ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ).(4) .

فوجه الدلالة: أن الله بين لنا جواز الأكل مما ذكر اسم الله عليه وأنه حلال وأما المحرم علينا فهو ما فصله الله في كتابه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) : أحكام الذبائح واللحوم المستوردة في الشريعة الإسلامية لعبد الله بن محمد  الطر يقي ( 226).  (2) سورة ألأنعام ألآية ( 118 )  .

 (3)  أحكام القران لابن العربي ج 2  ص 738.

 (4): سورة ألأنعام ألآية (121).

 

 

3-:   قوله تعالي: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ) (1).

وجه الدلالة :  أن هذه ألآية عام مؤكد بمن ألإستغراقية التي تفيد التأكيد فيعم كل ما يذكر اسم الله عليه حال الذبح عامدا كان أو ناسيا إلا أن ألشارع جعل الناسي ذاكرا لعذر ودفعا للحرج كما أقام ألأكل ناسيا مقام ألإمساك في الصوم.

إما فقوله تعالي : ( ولا تأكلوا ) نهي محمول علي التحريم , ولا يجوز حمله علي الكراهة لتناوله في بعض مقتضياته الحرام المحض ولا يجوز أن يتبعض . (2) .

4- :  قوله تعالي :( يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله أن الله سريع الحساب). (3).

وجه الدلالة:    معلوم أن قوله تعالي: ( واذكروا اسم اله عليه ) أمر يقتضي ألإيجاب وأنه غير واجب علي الأكل فدل علي أنه أراد حال الاصطياد والسائلون قد كانوا مسلمين فلم يبح لهم الأكل إلا بشرط التسمية. (4) .

5-: قوله تعالي: ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) (5). فهذا يدل علي إيجاب التسمية حال النحر لأنه أمر والأمر للوجوب.   ثم قال ( فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها ) والفاء للتعقيب فدل علي أن التسمية المأمور بها هي التسمية حال النحر لا حال الأكل وأيضا هذا يرد قول الشافعية في أن التسمية المأمور بها هي التسمية علي الطعام .

6-  : من السنة : ما روي عدي بن حاتم قال : ( سألت رسول الله صلي عليه وسلم عن المعراض فقال إذا أجبت بحده فكل, فإذا أصاب بعرضه فقتل فإنه وقيذ فلا تأكل فقلت:  أرسل كلبي قال أذا أرسلت كلبك وسميت فكل قلت فإن أكل , قال : فلا تأكل فإنه لم أمسك عليك إنما أمسك علي نفسه , قلت : أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر قال لا تأكل فانك إنما سميت علي كلبك ولم تسم علي ألآخر ) متفق عليه واللفظ للبخاري .(6)

وجه الدلالة: من الحديث أنه صلي الله عليه وسلم علق أكل علي مجموع أمرين ألإرسال,  والتسمية والمعلق علي شيئين لا يكتفي فيه إلا باجتماعهما معا وينتفي بانتفاء أحدهما و إنما جعل المانع من ألأكل عدم التسمية علي ألآخر الذي لا يجري أهو قتله أو غيره في وجود ألكب مع كلب آخر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- سورة الأنعام ألآية – 121-.

2-  تكملة فتح القدير – ج 9 –ص 491.

3- سورة ألمائدة ألآية -4-.

4- أحكام القران للجصاص ج- 4- ص – 172.

5- سورة الحج ألآية – 36 - .

6- رواه البخاري في كتاب الذبائح والصيد باب صيد المعرض ج7- ص 74 ورواه مسلم في كتاب الصيد والذبائح ك ج- 6- 57.

 

 

و من العقل :

لأن ألأصل تحريم الميتة وما أذن فيه منها تراعي صفته فالمسمي عليها وافق الوصف وغير المسمي عليها باق علي أصل التحريم. (1)

ودليل من قال بالعفو عن النسيان :

 أولا : قوله تعالي ( ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ) (2)  

ثانيا :  قوله تعالي ( ولا تألوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق )

وجه الدلالة:  ( انه لفسق ) هذه الكلمة يدل علي إخراج الناسي لأنه لا يعد فاسقا. فالإنسان كثير النسيان والحرج مدفوع والسمع غير مجري علي ظاهره إذ لو أريد به لجرت المحاجة وظهر الانقياد وارتفع الخلاف في صدر ألأول.

 

مناقشة : أدلة الجمهور:

1-   قال الشافعية أن النهي في قوله تعالي: ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) مخصوص بما إذا ذبح علي النصب ويدل عليه وجوه:

أولا:   قوله تعالي: ( وإن الشياطين ليوحون إلي أوليائهم ليجادلوكم ) (3).

وجه الدلالة:  هذه المناظرة إنما كانت في مسألة الميتة. روي أن أناسا من المشركين قالوا للمسلمين ما يقتله الصقر الكلب تأكلونه وما يقتله الله فلا تأكلوا.

وعن ابن عباس: أنهم قالوا: تأكلون ما تقتلونه ولا تأكلون ما يقتله الله. فهذه المناظرة مخصوصة بأكل الميتة .

ثانيا:  قوله تعلي : ( وان أطعتموهم أنكم لمشركون )  وهذا مخصوص بما ذبح علي النصب. (3)

2- ردا علي استدلال جمهور في قوله تعالي ( وانه لفسق) أجمع المسلمون علي أنه لا يفسق آكل الذبيحة المسلم الذي ترك التسمية.

 

الجواب عن هذا كله:

أولا :  أن سبب نزول ألآية لا يوجب ألاقتصار بحكمها عليه لا الحكم للعموم إذا كان أعم من السبب فلو كان المراد ذبائح المشركين لذكرها ولم يقتصر علي ترك التسمية وقد علمنا أن المشركين وإن سموا علي ذبائحهم لم تؤكل مثل ذلك , سموا المشركين أولم يسموا لا يجوز ذبائح المشركين بقوله تعالي ( وما ذبح علي النصب ) ويؤكد هذا القول ما ثبت عن ابن عباس ( وأن الشياطين ليوحون إلي أوليائهم ) فقال : كانوا يقولن ما ذكر اسم الله عليه فلا تأكلوه وما لم يذكر اسم الله فكلوه فقال الله تعالي ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) فأخبر ابن عباس في هذا أن المجادلة منهم كانت في ترك التسمية وأن الآية نزلت في إيجابها لا من طريق ذبائح المشركين ولا الميتة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-  فتح الباري . – ج: 9 – 628- .

2-   سورة ألأحزاب – ألآية -5- .

3- تفسير فخر الرازي – ج 13 – ص 168.

 

ثانيا .   أن قوله تعالي ( وانه لفسق ) عائد علي جميع المسلمين و غيرهم وقيام الدلالة علي خصوص بعضهم غير مانع بقاء حكم ألآية في إيجاب التسمية علي المسلم في الذبيحة.

كما أننا نقول من ترك التسمية عامدا مع اعتقاده لوجوبها هو فاسق وكذلك من أكل ما هذا سبيله مع اعتقاده لوجوبها فهو فاسق لأن لحقه سمة الفسق.

 أما من أعتقد أن ذلك في الميتة أو ذبائح أهل الشرك دون المسلمين فانه لا يكون فاسقا لمواله عند حكم الآية بالتأويل. (1) .

 

ادلة قول الثالث : 

 

أستدل الظاهرية ومن تابعهم علي وجوب التسمية وعدم جواز أكل ما لم يسم اسم الله عليه عمدا أو نسيانا بما يلي:

أولا:  بظاهر أدلة الجمهور التي مرة ذكرها بتفصيل وقالوا لم تفرق بين العمد والنسيان فيكون متروك التسمية عمدا أو نسيانا ميتة لا يجوز أكله.

المناقشة :

نوقش هذا الدليل بأدلة الدالة علي التفرقة بين العمد والنسيان كقوله تعالي ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق ) وقوله ( وإنه لفسق ) إخراج للناسي فانه لا يسمي فاسقا.

ثانيا : كقوله صلي الله عليه وسلم : ( إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) (2).

 فدل علي أنه مرفوع عن المسلمين ألاثم والحرج إذا نسي التسمية عند الذبح.

 

أدلة قول الرابع: الذين قالوا بتفريق بين الصيد والذبائح:

أولا :   الفرق بين الصيد والذبيحة: أن الذبح وقع في محله فجاز أن يتسامح فيه بخلاف الصيد.

ثانيا:  أحاديث أصحاب الشافعي ( التي مضي ذكره في البحث ) لم يذكرها أصحاب السنن المشهورة وإن صحت فهي في الذبيحة.

ثالثا:  ولا يصح قياس الصيد على الذبيحة لما ذكرنا مع ما في الصيد من النصوص الخاصة. (3)

المناقشة :

ونوقش هذا الاستدلال :بأن الأدلة السابقة لم تفرق بين الذبيحة والصيد فتخصيص الأدلة غير وارد وعليه تحمل الأدلة علي عمومها في الذبيحة والصيد .(4)

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- أحكام القران للجصاص –ج4 ص- 171.

2-  رواه ابن ماجه في سننه كتاب الطلاق باب طلاق المرة والناسي ج1 ص659.

3- شرح الكبير علي المقنع لعبد الرحمن ابن قدامه المقدسي ج 11 ص 44.

4-  : أحكام الذبائح واللحوم المستوردة في الشريعة الإسلامية لعبد الله بن محمد  الطر يقي232.

 

التـــــــــــــــرجيح:

 

 

من هذا العرض يظهر لنا أن التسمية واجبة مع الذكر, ساقطة مع النسيان.

الدليل :  لقوة الأدلة وتضافرها في الدلالة في وجوب التسمية وهو ظاهرا لقرآن الكريم إلا أن هذا الوجوب لا يشمل الناسي لعدم القصد عنده .

 أما أدلة المخالفين علي الناسي جمعا بين ألأدلة مع أنها لا تقوم علي معارضة الأدلة الدالة علي الأمر بالتسمية. (1)

 

الحــــــكمة من ذكر التسمية :

 

أولا:   أن ذكر اسم الله يطيب ويطرد الشيطان عن الذابح والمذبوح . فإذا أخل بذكر اسمه لابس مجاري الدم من الحيوان والدم مركبه وحامله وهو أخبث الخبائث , فإذا ذكر الذابح اسم الله خرج الشيطان مع الدم فطابت الذبيحة.

ثانيا:   فإذا لم يذكر اسم الله لم يخرج الخبث وأما إذا ذكر اسم عدوه من الشياطين والأوثان فإن ذلك يكسب الذبيحة خبثا آخر.

ثالثا:   أن الذبيحة تجري مجري العبادة ولهذا قرن الله سبحانه بينهما كقوله ( فصل لربك وأنحر ) (2) . وكذلك قوله:  ( قل إن صلاتي و نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) (3) . وكذلك قوله : ( لن ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى منكم ).

وكذلك قوله تعالي :  ( ولبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون ) (4)

وجه الدلالة :    فأخبر أنه إنما سخرها لمن يذكر اسمه عليها فإذا لم يذكر اسمه عليها كان ممنوعا من أكلها وكانت مكروهة لله .

رابعا :   فان فعل الذابح وقصده وخبثه لا ينكر أن يؤثر في المذبوح . كما أن خبث الناكح ووصفه وقصده يؤثر في المرأة المنكوحة وهذه أمور إنما يصدق بها من أشرق فيه  نورا لشريعة وضياؤها وباشر قلبه بشاشة حكمها وما اشتملت عليه من المصالح في القلوب والأبدان وتلقاها صافية من مشكاة النبوة ( 5) .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1: أحكام الذبائح واللحوم المستوردة في الشريعة الإسلامية لعبد الله بن محمد  الطر يقي232.

2- سورة الكوثر ألآية – 2 .

3- سورة ألأنعام ألآية – 162-.

4-  سورة الحج ألآية – 37- .

5-  إعلام الموقعين . –ج2 ص – 154.

 

 

صـــــيغة التسمية المشروعة :

 

بعد أن بينا قول الراجح من المرجوح في أحكام التسمية علي الذبيحة فبدأنا بالتعرف علي الصيغة المشروعة عند الذبح.

فقد اختلف الفقهاء علي قولين:

القول الأول :  ذهب الحنابلة : أن يقول (بسم الله) لا يقوم غيرها مقامها .

الدليل : لأن إطلاق التسمية ينصرف إليها وقد ثبت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا ذبح قال بسم الله والله أكبر. ( 1) .

القول الثاني:   ذهب الجمهور علي أنه يكفي ذكر اسم الله عز وجل أي اسم كان من أسمائه:

الدليل :    بدليل قوله تعالي : ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين , ومالكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه ) (2) .

وجه الدلالة : يذكر اسم الله من غير فصل بين اسم واسم .

2-  وقوله تعالي : ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) .

وجه الدلالة : إذا ذكر اسما من أسمائه تبارك وتعالي لم يكن المأكول مما لم يذكر  اسم الله عليه فلم يكن محرما .

وسواء قرن بالسم الصفة بأن قال الله اكبر الله أجل الله أعظم الله الرحمن الله الرحيم ونحو ذلك ولكن ما مضي عليه الناس أفضل لأنه  ذكر الله وهذا قول عند الحنابلة أيضا .

وقـــــــــــت التسمية :

فقد اختلفوا فيه علي ما يأتي :

أولا : ذهب الحنفية والمالكية :  بقولهم فوقت التسمية في الزكاة الاختيارية وقت الذبح لا يجوز تقديمها عليه إلا بزمان قليل لا يمكن التحرز عنه :

الدليل : قوله تعالي : ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) و الذبح مضمر فيه معناه ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه من الذبائح ولا يتحقق اسم الله علي الذبيحة إلا وقت الذبح .

و أما في ذكاه الاضطرارية فوقتها وقت الرمي والإرسال لا وقت الإصابة .

الدليل : قوله صلي الله عليه وسلم :( لعدي بن حاتم حين سأله عن الصيد : ( إذا رميت سهمك فاذكر اسم الله فان وجدته قد قتل فكل ) (3) وقوله صلي الله عليه وسلم : ( إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله عليه فكل ) (4) .

ولا تقع التسمية علي السهم والكلب إلا عند الرمي والإرسال فكان وقت التسمية فيها هو وقت الرمي والإرسال (5)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-   شرح الكبير علي المقنع لعبد الرحمن ابن قدامه المقدسي ج3- ص 540-.

2-   سورة ألأنعام الآيتان 118-  119 .

3-   صحيح مسلم – ج6- ص 58.  4-   صحيح مسلم – ج6- ص 56.

الخاتمة

 

فنحمده علي ما وهبني من توفيق جميل وخير عظيم لكتابة هذا البحث الوفير وهي حكم التسمية علي الذبيحة , فقد وجدت فيه اختلافا نسبيا بين العلماء مع اتفاقهم في الأصل وهي ذكر التسمية علي الذبيحة .

فجئت بأدلة في كتابة هذا البحث أدلة بداية من الكتاب  نهاية بالعقل حتى يتبين لنا  حكم هذا الأمر وأهميتها .

أما طرقي في تخريج الأحاديث فاستخرجتها بما وجدتها في كتب الفقه بدون الرجوع إلي كتب التخريج لتأكد وارجوا الله أن أن لا يؤاخذني في ما وقت في أخطاء في كتابة هذا البحث .

ففي النهاية الشكر الدكتور الفاضل عادل مبارك المطيرات لاهتمامه بالطلبة وهو يسعي لاتقاء مستوي الطالب حتى يتقوي لغتهم وكتابتهم عن هذا الطريق المفضل فارجوا لله أن يتقبل منها أحسن ألإعمال.

كما أرجو من الله أن يتقبل مني هذا العمل الخير وأن لا يؤاخذني بما وقعت من الأخطاء في كتابة هذا البحث.

-  بدائع الصنائع – ج5 -  ص 48-

 

 

 

 الصبر

الحمد لله الذي وعد الصابرين من عباده الجزاء العظيم ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القادر الكريم ، اللهم صلٌ وسلم و بارك على حبيبنا و سيد محمد و على آله و صحابه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد : ..... عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، وهومن أهم ما نحتاج إليه نحن في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب قال الله تعالى : ( و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلاٌ على الخاشعين)

 

الصبر أنواع  :

الصبر على ما أمر الله به  :

الصبر عما نهى الله عنه .

الصبر على ما قدره الله من المصائب .

 

من أقوال مصطفى صلى الله عليه وسلم:

قال رسول الله صلى الله وسلم : عن أبى يحيى بن صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سرٌاء شكر فكان خير له ، وإن أصابته ضرٌاء صبر فكان خير له )) رواه المسلم.

 

من أقوال السلف :

قال على بن أبى طالب كرٌم الله وجهه : اعلموا أن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد ، إذا فارق الرأس الجسد ، و إذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور .

قال بن مسعود رضي الله عنه : الإيمان نصفان نصف صبر و نصف شكر.

 

القصة :

أراد سيد أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه أن يسافر كان له غلام وحيد و مرض الغلام وذهب أبوه متاجراً و أحضر الغلام فقبلٌه و ذهب وراء تجارته . و أثناء غياب الأب مات الولد .. فقامت أم سليم رضي الله عنها تغسله  وتكفنه و تصلي عليه و تدفنه . و رجع أبو طلحة إلى بيته بعد انقضاء مدة سفره ، فاستقبلته زوجته و باتا ليلتهما معاً ، و لم تخبره بأمر ابنيهما حتى الصباح . فذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم و أخبره بما حدث ، فقال له الرسول عليه وسلم : (( بارك الله لكما في ليلتكما )).

قال داود عليه السلام : يا رب ما جزاء العبد الحزين إذا صبر على ابتلائك ، ابتغاء مرضاتك؟

فقال الله تعالى : يا داود أُلبسه ثوب الإيمان ولا أُُجزئه منه أبداً.

 

الشعر:

بالصبر تبلغ ما ترجوه من أمل                       فالصبر فلا ضيق إلا بعده فرج

 

دعاء:

اللهم اجعلني صبوراً ، واجعلني شكوراً ، واجعلني في عينيٌ صغيراً وفى أعين الناس كبيراً.

 

حيات أبو حنيفة

 

أن تاريخنا مليء بالقمم وبالعلماء المبرزين الذين خدموا دينهم وأمتهم ومن هؤلاء الكبار الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان.

اسمه:  النعمان بن ثابت بن زوطي التيمي, و زوطي من أهل كابل وولد ثابت علي الإسلام وكان زوطي مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة فاعتق فولاؤه لبني تيم الله بن ثعلبة. وهناك رواية أنه لم يسترق قط وأن علي بن أبي طالب دعا لثابت بالبركة , فقد روي البغدادي في تاريخه عن إسماعيل بن حماد قال : أنا إسماعيل بن حماد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار , والله ما وقف علينا رق قط , ولد جديي سنة ثمانين , وذهب ثابت إلي علي بن أبي طالب وهو صغير, فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته , ونحن نرجو من الله أن يكون قد استجاب الله ذلك لعلي بن أبي طالب فينا.

كنيته : أبو حنيفة. مولده: ولد رضي الله عنه سنة ثمانين من الهجرة بالكوفة وبها نشأ وتلقي العلم. طبقته:   يعتبرا لإمام أبو حنيفة من التابعين حيث لأنه رأي ستة من الصحابة و منهم  الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنهم .

شيوخه:    تلقي ألإمام أبو حنيفة العلم عن جلة من كبار التابعين عطاء بن أبي رباح , وأبي إسحاق السبيعي , ومحارب بن دثار, وحماد بن أبي سليمان , والهيثم بن حبيب الصواف, وقيس بن مسلم , ومحمد بن المنكر, ونافعا مولي ابن عمر, وهشام بن عروة , ويزيد الفقير , وسماك بن حرب و علقمة بن مرثد , وعطية العوفي , وعبد العزيز بن رفيع , وعبد الكريم أبا أمية وغيرهم.

تلامذته :    لقد نفع الله بالإمام أبي حنيفة حيث تلقي العلم عنه جمع غفير من الناس نشروا علمه وحفظوا مذهبه حتى غدا أحد المذاهب الإسلامية ألكبري التي يتعبد كثير من المسلمين لله علي وفقه , ومن هؤلاء التلاميذ أبويحي الحماني ,وهشيم بن بشير , وعباد بن العوام , وعبد الله بن المبارك , ووكيع بن الجراح , ويزيد بن هارون , وعلي بن عاصم و ويحيي بن نصر بن حاجب , وأبو يوسف القاضي , ومحمد بن الحسن الشيباني , وعمرو بن محمد العنقزي , وهوذة بن خليفة , وأبو عبد الرحمن المقري , وعبد الرزاق بن همام .

إتباعه للحق منذ بداية طلبه للعلم :    قال الإمام أبو حنيفة : لقيت عطاء بمكة فسألته عن شي فقال من أين أنت ؟ قلت من أهل الكوفة , قال أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ؟ قلت : نعم, قال: فمن أي الأصناف أنت ؟ قلت : ممن لا يسب السلف , ويؤمن بالقدر, ولا يكفر أحدا بذنب, قال : فقال لي عطاء: عرفت فألزم .

إيثاره الفقه علي غيره من العلوم :   قال أبو حنيفة : لما أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم وأمال عن عواقبها , فقيل لي تعلم القرآن , فقلت : إذا تعلمت القرآن وحفظته فما يكون آخره ؟ قالوا تجلس في المسجد ويقرأ عليك الصبيان والأحداث , ثم لا تلبث أن يرج فيهم من هو أحفظ منك أو يساويك في الحفظ فتذهب رياستك , قلت : فان سمعت الحديث وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني ؟ قالوا : إذا كبرت وضعفت حدثت واجتمع عليك ألأحداث والصبيان ثم لا تأمن أن تغلظ فيرمونك بالكذب فيصير عارا عليك في عقلك ؟ فقلت: لا حاجة لي في هذا , ثم قلت , أتعلم النحو , فقلت إذا حفظت النحو والعربية ما يكون آخر أمري , قالوا: تقعد معلما فأكثر رزقك ديناران إلي ثلاثة , قلت : وهذا لا عقبة له , قلت : فان نظرت في الشعر فان يكن أحد أشعر مني ما يكون أمري ؟ قال تمدح هذا فيهب لك أو يحملك علي دابة أو يخلع عليك خلعة , وان حرمك هجوته فصرت تقذف المحصنات , قلت: لا حاجة لي في هذا , قلت : فان تعلمت الفقه ؟ قالوا تسأل وتفتي الناس وتطلب للقضاء وان كنت شابا , قلت ليس في العلوم شيء أنفع من هذا , فلزمت الفقه وتعلمته.

تأثره بشيخه حماد بن أبي سليمان :     يحدثنا أبو حنيفة عن ذلك فيقول : كنب أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع , وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان , فجاءتني امرأة فقالت لي : رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها؟ فلم أدر ما أقول , فأمرتها أن تسأل حماد ثم ترجع فتخبرني , فسألت حماد فقال:يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة هم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج , فرجعت فأخبرتني فقلت لا حاجة لي في الكلام وأخذت نعلي فجلست إلي حماد , فكنت أسمع مسائله فأحفظ قوله, ثم يعيدها من الغد فأحفظها ويخطئ أصحابه , فقال لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنفية , فصحبته عشر سنين , ثم نازعتنني نفسي الطلب للرياسة فأحببت أن اعتزله وأجلس في حلقة لنفسي , فخرجت يوما بالعشي وعزمي أن أفعل , فما دخلت المسجد فرأيته لم تطب نفسي أن أعتزله , فجئت وجلست معه , فجاءه في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالصرة وترك مالا وليس له وارث غيره , فأمرني أن أجلس مكانه , فما هو إلا أن خرج حتى وردت علي مسائل لم أسمعها منه , فكنت أجيب وأكتب جوابي , فغاب شهرين , ثم قدم عرضت عليه المسائل , وكانت نحوا من ستين مسألة , فوافقني في أربعين وخالفني في عشرين , فآليت علي نفسي أن ما أفارقه حتى يموت , فلم أفارقه حتى مات.

شيء من مناقبه وثناء العلماء عليه :    قال خلف بن أيوب : صار العلم من الله عز وجلا إلي محمد صلي اله عليه وسلم , ثم صار إلي أصحابه , ثم صار إلي التابعين , ثم صار إلي أبي حنيفة وأصحابه , فمن شاء فليرض ومن شاء فليسخط.

وقال سفيان بن عيينة : ما كان أوقر مجلس أبي حنيفة , كان يشبه الفقهاء و كان حسن الصمت حسن الوجه , حسن الثوب , ولقد كنا يوما في مسجد الجامع فوقعت حية فسقطت في حجر أبي حنيفة وهرب الناس غيره فما رأيته زاد علي أن نفض الحية وجلس مكانه .

وقال سهل بن مزاحم : بذلت الدنيا لأبي حنيفة فلم يردها , وضرب عليها بالسياط فلم يقبلها .

وقال الإمام الشافعي: قيل لمالك بن أنس هل رأيت أبا حنيفة ؟ قال : نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.

وقال مسعر بن كدام: ما أحسد أحدا بالكوفة إلا رجلين أبا حنيفة في فقهه, والحسن بن صالح في زهده .

وفاته :   توفي رضي اله عنه سنة مائة وخمسين للهجرة النبوية , ودفن ببغداد وقبره هناك ظاهر وجلي إلي اليوم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

صفاته رضي الله عنه : كان حسن الوجه ، حسن النطق ، قوى الحجة ، شديد الذكاء ، فطنا سريع البديهة شديد الكرم ، طويل الصمت ، دائم الفكر ، زاهدا متعبدا ، جهوري الصوت.

 

بــقلم : عزت الله نثار احمد غلام

سكرتير مدير إدارة مساجد جهرا در كويت

 

"  مبشرات بانتصارالاسلام "  

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين  ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد .

فانه شرف لي أن أقوم بتلخيص كتاب لشيخنا الفاضل العلامة الدكتور يوسف القرضاويحفظه الله تعالى ورعاه وأمد في عمره للعمل الصالح   وقد قرأت لشيخنا الفاضل أكثر من كتاب و الحقيقة أن كل كتب الشيخ تستحق القراءة  بجدارة ولكن لما رأيت الاحباط الموجود بين الشباب المسلم بسبب الهزائم المتكررة للأمة  في أكثر من ميدان والحملات المختلفة  و المؤامرات الجهنمية ضد الأمة الاسلامية رأيت أن تقديم كتاب مثل هذا بصورة مختصرة  ـ

لضيق الوقت الذي يشتكي منه عامة القراء  ـ  سيكون فرصة لاسترجاع ما ضاع منا من أمل في مستقبل الأمة  وهذا الكلام ليس من قبيل الخيال أوالأوهام وانما هو مستوحى من كتاب الله عزوجل وسنة  نبيه صلىا لله عليه وسلم وتاريخ  الأمة الاسلامية والمسلمين ومن تاريخ الشعوب وتجارب الانسان عبر الزمن والله من وراء القصد وهو علام الغيوب .

المبشرات بدين الاسلام

ان الحديث عن المبشرات بانتصار الاسلام ضروري لعدة أمور  :

1  /  انه ضروري ومطلوب لأننا بصفة عامة مأمورون بأن نبشر ولاننفر كما أننا مأمورون أن نيسر ولانعسر كما في وصية الرسول صلىالله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى الأشعري رضى الله عنهما   :  يسرا ولاتعسرا  وبشرا ولاتنفرا   , وفي قول آخر  : يسروا ولاتعسروا وبشروا ولاتنفروا.

2  /  وهو مطلوب أيضا لأن المسلمين عامة والعاملين للاسلام خاصة يمرون بمرحلة عصيبة من مراحل التاريخ المعاصر وتكاد تغلب في هذه المرحلة عوامل اليأس ومشاعر الاحباط , وهذا الشعور يقتل الهمم ويخدر العزائم.

3  /  وهو مطلوب أيضا  :

لأن القوى المعادية للاسلام قد اعلنت على الاسلاميين حربا نفسية تيئسهم من الأمل في غد أفضل والرجاء في مستقبل مشرق وبدأت حملات مسعورة  تحركها قلوب موتورة  وتقودها أقلام مأجورة وأبواق مأمورة تتهم وتلطخ وتشوه كل ما هو اسلامي , يتحدث كثير من الدعاة عن آخر الزمن  وأحاديث الفتن , مما يوحي أن الكفر في اقبال وأن الاسلام في ادبار  .

وهذا يعني أن لا أمل في تغيير ولارجاء في اصلاح و أننا ننتقل من سيء الى أسوأ , وهذا خطأجسيم وسوء فهم لبعض النصوص واغفال للمبشرات الكثيرة بأن المستقبل للاسلام . من أجل هذا كان الحديث عن المبشرات بانتصار الاسلام والمسلمين ضروريا , حتى نبعث الأمل في النفوس .

المبشرات من القرآن

قوله تعالى :

 (  يريدون أن يطفئوا نورالله بأفوههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون , هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )32/33  التوبة .

 وهذه الآية قد تكررت في ثلاث سور  : في التوبة وفي الصف/  8 / 9   وفي الفتح / 28  .

ويقول الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في هذه الآية الكريمة  ... ليظهره على الدين كله....

أى  على سائر الأديان وكماثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ان الله زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها , وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها .

ومن المبشرات أيضا قوله تعالى  :   

(  وعدالله الذين آمنوا منكم وعملواالصلحت ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلكم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبد لنهم من بعد خوفهم أمنا  يعبدونني ولايشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفسقون )  النور /  55

يقول الامام ابن كثير :  هذا وعد من الله تعالى لرسوله بأنه سيجعل أمته خلفاءالأرض أي أئمة الناس والولاة عليهم وبهم تصلح البلاد وتخضع لهم العباد .

ومن المبشرات أيضا   :   قصص الرسل وعاقبة المؤمنين والمكذبين  .    

ومن البشرات  أيضا  : وعد الله بنصر المؤمنين وانجائهم والدفاع عنهم  : 

قال الله تعالى :   (  وكان حقا علينا نصر المؤمنين ...) الروم   38

وقال أيضا  :(  ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا  كذلك حقا علينا ننج المؤمنين  )  يونس  /  103

وقال أيضا  (  ان الله يدافع عن الذين آمنوا ....)  الحج / 38 

وقال أيضا   ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور  ...) البقرة  / 257

ومن المبشرات أيضا  : وعد الله باحباط كيد الكافرين ومؤامراتهم  :

قال الله تعالى  : ( انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا ...  )

وقال أيضا  :  ( ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين   )

المبشرات من السنةالنبويةالمطهرة:

وهى كثيرة جدا :

1  /   انتشار الاسلام في العالم كله :

روى تميم الداري  قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ليبلغن هذا الأمر  ( يعني أمر الاسلام )  ما بلغ الليل والنهار ولايترك الله بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الاسلام وذلا يذل الله به الكفر  ) روه الامام أحمد  .

ومعنى بلوغه ما بلغ الليل والنهار انتشاره في الأرض كلها ودخوله الحواضر والبوادي .

2  /   عودة الاسلام الى أوروبا وفتح رومية  :

يروي الامام أحمد في مسنده عن أبي قبيل قال :  ( كنا عند عبد اله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه وسئل  : أى المدينتين تفتح أولا :  القسطنطينية  أو رومية  ؟

فدعا عبدالله بن عمرو  بصندوق حلق قال : فأخرج منه كتابا قال : فقال عبدالله بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب اذ سئل رسول الله : أى المدينتين تفتح أولا : القسطنطينية أو رومية ؟  فقال  :  ( مدينة هرقل تفتح أولا ) ورومية هى :روما عاصمة ايطاليا الآن . والقسطنطينية هى استانبول الآن  , وقد تحقق فتح الأولى  يعني القسطنطينية على يد الفتى العثماني الطموح الصالح محمد الفاتح في يوم الثلاثاء /  20/ من جمادى الأولى سنة  857ه    الموافق  /29  / مايو/ سنة /  1453 م .

وبقى الجزء الثاني : وهو فتح  رومية , وبه يدخل الاسلام  أوروبا مرة أخرى بعد أن طرد منها مرتين :  مرة من الأندلس ومرة من البلقان . وهذا الفتح كما يظن بعض العلماء ان شاء الله سيكون بالقلم واللسان لا بلسيف والسنان وأن العالم سيفتح ذراعيه وصدره للاسلام بعد أن تشقيه الفلسفات المادية الوضعية ويتطلع الى مدد من السماء  , وهدى من الله عزوجل فلا يجد الا الاسلام طوقا للنجاة ,  والفتح السلمي له أصل في الاسلام فقد سمى القرآن الكريم صلح الحديبية فتحا .

3  /  اتساع دولة الاسلام في المشارق والمغارب  .

4  /  الرخاء والأمن وفيض المال :

يروي أبو هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( لاتقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ) وفي رواية  أخرى :

( حتى يسير الراكب بين العراق ومكة لايخاف الا ضلال الطريق )  

وكذلك حديث حادثة بن وهب مرفوعا :

(  تصدقوا فانه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها يقول الرجل : لو جئت بها بالأمس لقبلتها فأما اليوم فلا حاجة لي بها )  وهذا كله دليل على ظهور الرخاء ورغد العيش وزوال الفقر من المجتمع  بحيث لايوجد فقير يستحق الصدقة  , وهذا من بركات الاسلام وعدله وأثر الايمان في حياة الناس .

5  /  عودة الخلافة على منهاج النبوة :

روى حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال  : (  تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها اذا شاء أن يرفعها , ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها اذ شاء أن يرفعها , ثم تكون ملكا عاضا  فتكون ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها  اذا شاء أ ن يرفعها, ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها اذاشاء أن يرفعها  ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ) روه الامام أحمد .

فهذا الحديث يبشر  بانقشاع عهود الاستبداد والظلم والطغيان  ,  والخلافة الراشدة المتبعة لمنهاج النبوة في اقامة العدل والشورى ورعاية حدود الله عززوجل وحقوق العباد

6 /   الانتصار على اليهود   .  7  /  بقاء الطائفة المنصورة .

8  /  ظهور المجددين في كل قرن  .

9 /  نزول عيسى عليه السلام    .        10 /  ظهور المهدي  .

المبشرات من التارخ :

1  /  في عهد الرسول صلى الله علايه وسلم   :

انتصار المسلمين في   غزوة  بدر وبني قينقاع  وبني نضير وبني قريظة  والخندق وخيبر وفتح مكة وحنين و.......و.....و  .....      .

2  /  في عهد الصحابة  :

انتصارالمسلمين في   حروب الردة  ,ثم بعدها الفتوحات الاسلامية . 

3 /  في التاريخ الاسلامي :  

أ  /  انتصار المسلمين في  الحروب الصليبية  .      ب  / و حروب التتار   ودخول المنتصرين   (  التتار )  في الاسلام .     

ج   / انتصارالمسلمين في  حروب التحرير في العصر الحديث : 

1//  الأمير عبد القادر الجزائري ضد الفرنسيين .

2//  الأمير عبد الكريم الخطابي في المغرب ضد الأسبان .

3// الشيخ عمر المختار في ليبيا ضد الأيطاليين .

4// الشيخ عزالدين القسام في فلسطين ضد اليهود .

مبشرات من الواقع :

*  أمراض الواقع وآفاته  :  العقلية  والدينية  والخلقية و العملية وعلاج كل ذلك في الاسلام  .

*  الدين بين الغلاة والمتساهلين , والوسطية من طبيعة هذا الدين .

*  الفرق المختلفة الموجودة في الساحة باسم الاسلام .

*  البعد عن الأخلاق والقيم الاسلامية  وواجب المسلمين نحو ذلك .

*  قضية المرأة وما يريد ه الناس لها والغربييون منهم خاصة .

*  كثرة الظلم في العالم الاسلامي : ظلم الحكام , وظلم الأغنياء , وظلم الأقوياء , وظلم أرباب العمل ,   وظلم الرجال .

*  ضعف الشورى بل غيابها في حياة المسلين السياسية وحكم فرعون وهامان وقارون بالحديد والنار , باغش والتزوير .

ولكن هل هذا الواقع المريض سيستمر  ؟ لا   , لأنه مخالف لطبيعة الاسلام  وطبيعة الرسالة الاسلامية وطبيعة الأمة الاسلامية التي لاتجتمع على ضلالة ولاتزال فيها طائفة قائمة على أمرالله عزو جل ممن يهدون بالحق وبه يعدلون . ولايزال الله عزوجل يبعث فيها من يجدد لها دينها .

بين الأمس واليوم

مثال واحد   : 

الحالة في مكة والمدينة في القرون السابقة  , و تدهور وضع وحالة الأماكن المقدسة  , القذارة و سوء الأمن  وانتشار الخرافات , وشرب الخمر والدعارة  , وعدم قيام الصلوات بين الحجاج بانتظام , نزل عدد الحجاج الى / 70000 / عام /1814م  ثم الى /60000/ عام 1860م  .

أما من يحج الآن أو يعتمر فانه سيجدهذا التقدم الهائل  , في النظافة  والتوسيع  في الحرمين و الجمال فيهما وانتظام الصلوات حتى يراه القاصي والداني في العالم عن طريق التلفاز بانتظام .

*  استمرار حركة الأحياء والتجديد    ( الحركات الاصلاحية المختلفة الموجودة في الساحة الاسلامية ) .

الصحوة الاسلامية وأثارها في الحياة الاسلامية

أثار الصحوة شرقا وغربا في العالم الاسلامي وخارجه ملأت القلوب بالايمان والحماس ودفعتهم الى العمل من أجل الاسلام :

*    اثبتت  الصحوة وجودها على الصعيد الفكري فأثرت المكتبة الاسلامية في الجوانب المتعددة وسجلت ا لأطروحات للماجستير والدكتوراة في الدراسات الاسلامية والثقافية والاقتصادية والسياسية والقانونية والتربويةو التاريخية وغيرها من العلوم  , حتى ان الكتاب الاسلامي أصبح هو الأول في سوق التوزيع .

*  وأثبتت وجودها على الصعيد السلوكي فنرى الشباب في المساجد ,  والعمرة  , والحج , وعادت المرأة المتبرجة الى الحجاب .

*  أثبتت الصحوة وجودها على الصعيد الاقتصادي  فنشأت البنوك الاسلامية , والمؤسسات المالية الاسلامية , والشركات الاسلامية . 

*  وأثبتت وجودها على الصعيد السياسي فأصبح هناك تيار شعبي هائل ينادي بالعودة الى الاسلام وتطبيق شريعة الله في الأرض .  

*  أثبتت وجودها على الصعيد الجهادي في أفغانستان  , والبوسنة  و الانتفاضة المباركة في فلسطين.

التيار الاسلامي أقوى وأرجح في الميزان

لأنه يملك :

أ   /  رصيدا لايمكن أن تملكه دعوة أخرى  ( قوة الجماهير المؤمنة ) وراء الاسلام  , وقد جربت هذه القوة في ميادين مختلفة قديما وحديثا  .

ب  /  قوة المنهج الذي ندعو اليه ,  قوة مبادئ الاسلام العظيمة الخالدة , قوة الاسلام في وضوحه وشموله وعمقه واتزانه وتأثيره .

القوة التي تمتلكها الأمة :

1  /  القوة البشرية  .

2  /  القوة المادية  الاقتصادية  , المعادن والثروات  والأراضي الخصبة والثروات المائية والبحرية,اضافة الى موقعنا الجغرافي  .

3  /  القوة الروحية  , قوة هذه الرسالة التي تؤمن بها  :  ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين  ...  )

محن الدعاة :

*  يرى البعض ان الدعاة في ضعف وتشريد كلهم معذبون ومضطهدون ومعتقلون وراء الأبواب المغلقة في السجون فكيف تقوم لهم قائمة ؟  نقول لهؤلاء :

ان المحن ليست علامة ضعف أوموت بل هي دليل حياة وحركة وقوة  لأن الميت الهامد لايضرب ولا يؤذى انمايضرب الحى المتحرك المقاوم . ان الدعوة التي لايضطهد أصحابها ولايؤذي دعاتها دعوة تافهة اوميتةأودعاتها على الأقل تافهون ميتون .

ثم ان هذه المحن برهان على حيوية المبدأ نفسه مبدأ الاسلام فهو يقدم كل حين شهداء في معاركه يروون شجرته بدمائهم ويبنون صرح مجده بأشلائهم . وهذه المحن أبلغ معلم , وأعظم مرب لأصحاب الدعوات باعتبارهم أفرادا تصفو  أنفسهم , وتتمحص قلوبهم بالمحنة , وقد جاء في الحديث :  ( مثل المؤمن حين يصيبه الوعك او الحمىّ كمثل الحديد تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها  ) رواه البزار .

  وحسبنا قوله تبارك وتعالى   : ( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين , ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين  )

 آل عمران   139/141 .

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه  آمين يارب ا لعالمين ,  وآخر دعوانا أن الحمد لله ربالعالمين 

أنوارالله بن شمس الرحمن لودين

 استاد في معهد الديني بدولت الكويت